بعد تسعة أشهر من الإنتظار بفارغ الأمومة وضعت مولودتها لارا وتوفيت بعد أيام.. بنت جبيل تودع ابنتها غادة بزي اثر وصول جثمانها من سويسرا (فيديو وصور)

وكأنها كانت تنتظر تلك اللحظة فقط، لتأخذ مدللتها بعينيها وتهرب بعيداً، لتحرسها من الدنيا، من السماء. 

وضبت حقائب الذكريات، نثرت الحب في قلوب كل من عرفها، صلّت لتصير مولودتها “لارا” صبية تحكي عن أمها التي لم تعرف إلا رائحتها. فقد رمت العمر ونامت، بعدما اطمئنت أنّها لم تترك خلفها إلا كل جميل وطفلة لا زالت تنتظر امها لتطعمها وتغني لها “يلا تنام”، إلا أنّها غفت قبلها وراح الحمام.

هي الشابة غادة فريد بزي، الطيبة والمرضية، التي فرحت برضيعتها أياماً أقل من أن تعد على أصابعها الصغيرة لتعلن أن موعد الفراق قد حان، حيث تبين أنها كانت تحمل فيروسًا في الكبد عند ولادتها وتوفيت في سويسرا. 

كان صعباً المشوار الأخير إلى بنت جبيل، مشوار الأم الراحلة التي فارقت صغيرتها وعادت إلى ثرى بنت جبيل. والطفلة اليوم تعاند الحياة بعدما تبين أنها التقطت الفيروس ذاته، ولكنه القدر الذي سرّع أحلام الأمومة وخُطط الصبا ولحظات العمر الأحلى. 

وفي بنت جبيل، كان الوداع، فاجتمع الأحبة ليردوا بعضاً من الحب الذي زرعته في قلوبهم، ليخبروها ألا تخاف فأمانتها بصلاتهم ودعواتهم. ودعها الزوج والأهل والأحبة. 

تعرف الراحلة ألم فقد الأم، فقد فقدت والدتها في عمر صغير وحملت المسؤولية باكراً. 

هناك في سويسرا لارا الصغيرة، أمل أمها، تلتقط أنفاس الحياة لتنبض، وهنا غادة التي تركت الدنيا وما فيها ورحلت مطمئنة.. وبين هنا وهناك، شمعة تنذر على اسم العمر وأخرى تُضاء لتنير وحشة الثرى.

تقرير زينب بزي- قراءة نص فاتن غضبان- تصوير ومونتاج علي شعيتو


Exit mobile version