النائب سينتيا زرازير لـ”النهار”: سمعت قبل 10 أيام تحذيراً مفاده “انت حقك رصاصة”.. استشرتُ قائد الجيش وسأدخل بمسدّس إلى المجلس

لا تزال قضيّة النائبة سينتيا زرازير تتفاعل بعد توضيح النائب السابق بكر الحجيري الذي كان يشغل المكتب رقم 10 والذي تسلمته نائبة الأشرفية. فهل الخلاف كان عابراً أم هي حكاية طويلة؟

خلال الجلسة التشريعية الأولى لمجلس النواب المنتخب في 15 أيار، سرق السجال بين النائبة زرازير وعدد من نواب كتلة “التنمية والتحرير” الأنظار ووصل الى درجة غير مألوفة في الحياة البرلمانية. ووصل الأمر الى تأكيد النائبة وجود مجلات إباحية في مكتبها وواقيات ذكرية جديدة ومستعملة.

زرازير: الأمر لم يعد يحتمل ولي تصرّف آخر

خلال الجلسة التشريعية حصل سجال بين زرازير وعدد من نواب “التنمية والتحرير”، وبحسب نائبة بيروت الأولى فإن نواباً كانوا جالسين الى جانب النائب قبلان قبلان “تنمّروا عليها” ووصل الأمر الى تحوير عائلتها الى “صراصير” ما أثار غضبها، وترجمته بالكشف عن وجود مجلات إباحية وواقيات ذكرية داخل مكتبها الذي تسلّمته من الأمانة العامة للمجلس وهو كان مخصّصاً للنائب السابق بكر الحجيري الذي أوضح أنه لم يدخله منذ انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 بسبب ما تعرّض له من أضرار أسوة بالمكاتب الأخرى وبالتالي نفى أيّ علم بوجود ما ذكرته خليفته في المكتب.

وتوضح معلومات لـ”النهار” أنّ المكاتب تسلَّم للنواب خالية من أيّ مقتينات للنواب الذين شغلوها سابقاً، وأن مواقف السيارات توزع على جميع النواب من دون استثناءات.

وعندما سألت “النهار” زرازير عن عدم توثيق ما كان يحتويه المكتب أكدت أنها لم توثّق الكثير ممّا جرى معها منذ اليوم الأول لدخولها ساحة النجمة ممثلةً عن الشعب اللبناني لا كناشطة في حراك 17 تشرين الأول، وتوضح “حرس المجلس سألني من أكون، وعلى الرغم من تأكّدهم من أني نائبة استمرّ التنمّر في أكثر من مناسبة”. وتروي أنها عندما أرادت تسلّم مكتبها والموقف المخصّص لسيارتها انتظرت أمام مكتب الأمين العام للمجلس وأن النائب علي حسن خليل نصحها بأن تشتري سيارة صغيرة ما دام الموقف المخصّص لها لا يتّسع لسيارتها الحالية.

وتؤكد أنّ هناك موقفاً مخصّصاً لكل نائب ويحمل رقماً خاصاً بالنائب.

لكن نواباً آخرين يؤكدون أن لا مواقف مخصّصة لهم في الموقف السفلي تحت المبنى الذي يضمّ مكاتب النواب، وعادة لا يحضر جميع النواب الى مكاتبهم في ذات التوقيت وعندما يحصل هذا الأمر يصار الى ركن السيارات قرب وزارة المال أو في الشوارع القريبة من المبنى.
أما تسليم المكاتب للنواب فيتمّ عبر الأمانة العامة لمجلس النواب وتسلّم المكاتب نظيفة وكاملة الترتيب، وعادة لا يُسمح لأحد من غير النواب أو مستشاريهم بدخولها، عدا عن أن الحجيري سلّم مكتبه وهو أصلاً انقطع عن الحضور إليه منذ نحو عامين .

” سأدخل المجلس متسلّحة بمسدّسي”
بيد أنّ زرازير تؤكد أن ما تتعرّض له ليس وليد الساعة، وتلفت الى أنها أبلغت حرس المجلس بعدم تكرار تصرّفاتهم معها وتضيف “أنا لا أعرف إن كانت سيارتي ستُسرق إذا ركنتها خارج المواقف وحتى حقيبتي أخشى عليها من السرقة لأن ثلاثة أرباع المجلس حرامية”. والأخطر في كلام زرازير أنها سمعت قبل 10 أيام تحذيراً مفاده “انت حقك رصاصة”.

العبارة بحسب زرازير دفعتها لسؤال قائد الجيش العماد جوزف عون عما إن كان يحق لها إدخال مسدّسها الى المجلس النيابي، فأجابها إيجاباً، وتوضح “اشتريت مسدساً ولن أدخل المجلس إلا متسلحة به ما دام القانون كما شرح لي العماد عون يسمح بذلك”.

وتلفت زرازير الى رسالة وصلتها من موظف كبير في المجلس عبر زميلتها بولا يعقوبيان وفيها شرح للخلاف الذي حصل في الجلسة وأن النائب قبلان “حردان لأنها لم تعزّه بوفاة والدته”، وتقول لـ”النهار” إنها من أين كانت تعلم أن والدته تُوفيت، وإن من بدأ بالتنمّر عليها ليس قبلان بل نواب آخرون، وتسأل: “النائب نديم الجميّل يقول أكثر ممّا نقوله ولا أحد يردّ عليه أو يتصدّى له من النواب، ولماذا يعتمدون تصرّفاً مغايراً معنا؟”.

وتعد زرازير بحديث طويل من خلال مؤتمر صحافي لـ”نواب التغيير” لشرح كل الملابسات.

وفي السياق أصدرت الأمانة العامة لمجلس النواب بياناً أكدت فيه أن ما أوردته النائبة سينتيا زرازير من مواقف عبر بعض وسائل الإعلام أمس وعبر وسائل التواصل الاجتماعي غير صحيح جملة وتفصيلاً، وقالت في بيانها :

إنّ الأمانة العامة لمجلس النواب في أدائها وأداء موظفيها الإداري والقانوني والأخلاقي والمسلكي ليس في قاموسهم التمييز بين أيّ من السادة النواب .

وأضافت إن الأمانة العامة تربأ بنفسها الرد على كل ما ورد في تصريح النائبة سينتيا زرازير، وهي تعرف أنها وزملاءها منذ اليوم الأول لدخولها المجلس النيابي قد مُنحت كل ما مُنح لزملائها النواب من موقف لسيّارتها ومكتب خاصّ، وكل كلام منها خلاف ذلك افتراء ومجافٍ للحقيقة .

تأمل الأمانة العامة من النائبة زرازير أن تكون بعيدة عن الإثارة والتجييش والشعبوية.