الذكاء الاصطناعي يهدد العديد من الوظائف بالتقادم ويشكل تحدياً لسوق العمل والمؤسسات التعليمية

يشكل التطور المعرفي، والتكنولوجي والتحولات في أسواق العمل العالمية  نتيجة غزو الذكاء الاصطناعي، تحدياً كبيرا للمؤسسات التعليمية، ويهدد مستقبل الوظائف والطلاب. الامر الذي يفتح باب المنافسة على مصراعيه، من حيث المؤهلات المتقدمة التي تحتاجها هذه الاسواق، من الخريجين و العاملين من مختلف الإختصاصات .

لذا أصبحت المؤسسات التعليمية العالمية الرائدة ضمن سباق مستمر، مع هذا التطور، إضافة إلى محاولة تخريج كادر أكاديمي-مهني في الوقت ذاته. ومن هنا بدأت جامعة “فينيسيا” وبحسب هيئتها الادارية باعتماد المناهج الاكاديمية والتطبيقية، في برنامجها التعليمي لتحاكي التطور المعرفي من جهة، والتطور التكنولوجي من جهة ثانية، إضافة إلى التماشي مع التحولات في أسواق العمل العالمية التي بدأت تتداعى أمام قوة الذكاء الاصطناعي.

وتحاول جامعة فينيسيا PU  كما تؤكد هيئتها الادارية أن توفر لخريجيها أفضل المناهج الأكاديمية، وأيضا التطبيقية التي تحاكي هذه المتغيرات وتسهل عملية الإنخراط في أسواق العمل. وتولي أهمية كبرى للخبرة العملية في الاختصاصات كافة والتي يتم تقييمها باستمرار من حيث المدة والمستوى من قبل لجنة خاصة وبما يتوافق مع الشهادة المطلوبة. إضافةً، ستتاح للطلاب فرصة تحصيل تخصص ثانوي في الذكاء الاصطناعي لتزويدهم بمعرفة مكثفة في هذا المجال و التقنيات المرتبطة به.

وعليه، تسعى جامعة فينيسيا دائماً الى تطوير مناهجها التعليمية و أساليب التدريس في مختلف الاختصاصات الأكاديمية للتتكيف مع تطور سوق العمل و الذكاء الصناعي. فهي تعمل على تأهيل طلابها لكسب المهارات اللازمة للانخراط في سوق العمل الحديث.هكذا، في اختصاص الهندسة المعمارية يكتسب الطالب الخبرة العملية في استوديوهات التصميم وورش العمل و التدرب على برامج الحاسوب الحديثة التي تتيح للطالب محاكاة المعطيات الهندسية بدقة متناهية.

وفي هندسة البترول من خلال مختبر محاكاة عملية الحفر، ومختبرات هندسة البترول الأخرى يكتسب الطالب الخبرة العملية من خلال احدث الأجهزة الذكية . أما في اختصاص هندسة الكهرباء و الاتصالات،  تواكب المختبرات المتعددة معظم مواد الطلاب خلال رحلتهم الأكاديمية ما يتيح لهم فرصة تطبيق جل المعلومات النظرية . كذلك،  تشدد الجامعة على الشق العملي في اختصاص هندسة الميكانيك،  و تلمس ذلك التقدم الفكري و المهارات المكتسبة عند مشاهدة الطلاب و هم يعرضون مشاريع تخرجهم.

ملفت جداً الاهتمام بالشق التطبيقي في اختصاص الهندسة المدنية-البيئية،  ما يتيح للطلاب اكتساب الخبرات العلمية الحديثة  من خلال المختبر البيئي الخارجي الذي يفحص جودة المياه، بالإضافة إلى مختبرات التربة والخرسانة العادية التي تستخدم للأغراض البحثية والتجارية و مختبرات أخرى.

توفر الجامعة فرص التعلم المستمر و التدريب المهني التطبيقي أيضاً لطلاب الحقوق و القانون, و أنشأت لهذه الغاية قاعة محكمة صورية.  أما فيما يتعلق بطلاب علوم الأعمال, يتيح وجود حاضنة الأعمال فرص التعاون مع أصحاب العمل و صقل مهارات الطلاب و معرفتهم بهدف مجاراة التقدم التكنولوجي و التطورات في مختلف المجالات.

ومن خلال هذه الاختصاصات تؤمن جامعة فينيسيا بحسب هيئتها الادارية بيئة تعليمية تحاكي الذكاء الاصطناعي من حيث السهولة في الاستخدام والتعامل وتيسير فهم وتطبيق النظريات والقواعد والقوانين، و ذلك تبعاً لخطة تعليمية تتضمن جميع الأهداف العلمية و منسقة تبعاً لجدول زمني مدروس ، مما يسهم في توفير الوقت الكافي للمتعلم لاستيعاب المحتوى العلمي وتطبيقه. كما تساهم هذه البرامج في ضمان تتطابق المهارات المكتسبة مع متطلبات سوق العمل الحالية و المستقبلية.   

وتختم الهيئة الادارية الحديث بالقول: نسعى في جامعة فينيسيا إلى تقديم أكثر البرامج والمناهج العلمية العالمية تطوراً، لتكون صلة الوصل بين الطلاب الأعزاء وآخر صيحات التقدم التطبيقي والنظريات العلمية.

ومن هنا فإن تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل سيعتمد على العديد من العوامل، أهمها التقدم التكنولوجي، وتوافر اليد العاملة الماهرة، وقدرة المؤسسات والشركات والأنظمة على التكيف مع هذه التغييرات.

وفي الوقت الذي تحدثنا فيه عن إمكانية فقدان بعض الوظائف على المدى القصير، فإن التأثير طويل المدى للذكاء الاصطناعي على سوق العمل إيجابيًا، مع إمكانية زيادة الإنتاجية والابتكار و التفكير الاستراتيجي و الابداع ، وقد يفتح الباب لظهور وظائف جديدة تتتعلق ببرمجة و تطوير التقنيات الذكية. كما قد يساهم الذكاء الاصطناعي في زيادة الانتاجية و تحسين الكفاءة في العديد من المجالات مما يؤدي الى تتحسين تنافسية الشركات و خلق فرص جديدة في سوق العمل. في المحصلة قد تكون بعض الوظائف أكثر عرضة للتأثر من غيرها، وقد يحتاج بعض العمال إلى اكتساب مهارات جديدة ليظلوا قادرين على المنافسة في سوق العمل.


Exit mobile version