تحذيرات من وقوع إصابات كبيرة مع توغل القوات الإسرائيلية في رفح

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أنه سيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي جنوب قطاع غزة.

وكانت رفح هي المدينة الأخيرة في المنطقة الساحلية التي لم تدخلها القوات الإسرائيلية خلال هجومها الضخم منذ هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل. وتعتقد إسرائيل أن الأسلحة تدخل إلى قطاع غزة عبر الحدود مع مصر.

كما أنها المرة الأولى منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة قبل ما يقرب من عقدين من الزمن التي تعود فيها القوات الإسرائيلية إلى المنطقة.

وأظهرت لقطات فيديو للجيش دبابات تتوغل في منطقة رفح الحدودية. وكان علم إسرائيلي كبير يرفرف على إحدى الدبابات.

وكتب الجيش على قناته على تطبيق تليغرام: “في أعقاب معلومات استخباراتية أشارت إلى أن معبر رفح شرق رفح يستخدم لأغراض إرهابية، سيطرت قوات الجيش الإسرائيلي على الجانب الغزاوي من المعبر”.

وقال الجيش الإسرائيلي إن ذلك جاء بعد عملية ليلية بدأت فيها القوات البرية والقوات الجوية “عملية دقيقة لمكافحة الإرهاب” للقضاء على حركة حماس الإسلامية الفلسطينية وتفكيك بنيتها التحتية في شرق رفح.

وقالت إنها دمرت منشآت عسكرية تابعة لحماس وبنى تحتية تحت الأرض ومنشآت أخرى تديرها الحركة. وقال الجيش إن نحو 20 من مقاتلي حماس قتلوا في العملية. وقال الجيش الإسرائيلي إنه لم يبلغ عن وقوع إصابات بين الإسرائيليين.

رد فعل غاضب على الهجوم الإسرائيلي

وصفت حركة حماس الإسلامية الفلسطينية اقتحام إسرائيل لمعبر رفح الحدودي مع مصر بأنه “تصعيد خطير” ضد المنشآت المدنية التي يحميها القانون الدولي.

وأضافت في بيان أن الهجوم العسكري سيؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة وسيمنع تدفق مساعدات الإغاثة الطارئة التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة.

واعتبرت وزارة الخارجية المصرية هذه الخطوة “تصعيدا خطيرا يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمدون بشكل أساسي على هذا المعبر باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة”.

وأضاف البيان أن معبر رفح الحدودي يعد “البوابة الآمنة” لخروج المرضى والجرحى من غزة لتلقي العلاج ولدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع.

قلق دولي بشأن المدنيين المحاصرين

ويحذر حلفاء إسرائيل وغيرهم من الزعماء الدوليين من شن هجوم على رفح. وقد لجأت أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين إلى المدينة بعد فرارهم من الغارات الجوية الإسرائيلية والعمليات البرية في أماكن أخرى من قطاع غزة.

انتقد منسق الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، تقدم الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح بغزة.

وقال بوريل: “أخشى أن يتسبب هذا مرة أخرى في سقوط الكثير من الضحايا، ضحايا من المدنيين”. وأدانت الفروع الإنسانية للأمم المتحدة التقدم الإسرائيلي في رفح.

وعلقت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، رافينا شامداساني، بأنه بالنسبة للمدنيين الذين صدرت لهم أوامر بالإخلاء، لا توجد طرق آمنة إلى الشمال ولا توجد ملاذات آمنة بها مرافق صحية وإمدادات غذائية كافية.

وقالت في جنيف إن هذه هي المتطلبات الإنسانية الأساسية لعمليات الإجلاء.

وأضافت: “هناك مؤشرات قوية على أن هذا يجري في انتهاك للقانون الإنساني الدولي”.

وقال ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن “هذا الصباح هو أحد أحلك الأوقات في هذا الكابوس المستمر منذ سبعة أشهر”.

ويستمر الصراع في أماكن أخرى من غزة

هاجمت كتائب القسام، الذراع العسكري لمنظمة حماس الإرهابية الفلسطينية، مرة أخرى معبر كرم أبو سالم الحدودي الإسرائيلي بالصواريخ يوم الثلاثاء.

وأعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن الهجمات، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في المنطقة، بحسب الجيش الإسرائيلي. ولم تتوفر في البداية معلومات عن الضحايا.

ويوم الأحد، هاجمت كتائب القسام معبر كرم أبو سالم بحوالي 10 صواريخ، مما أسفر عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة آخرين.

الوفد القطري يصل القاهرة

وقالت مصادر بالمطار إن المحادثات بشأن وقف محتمل لإطلاق النار في غزة مستمرة في القاهرة، وقد وصل وفد قطري إلى العاصمة المصرية.

وقالت حماس يوم الاثنين إنها وافقت على اقتراح لوقف إطلاق النار في حرب غزة قدمه الوسطاء مصر وقطر.

وبعد ذلك، قالت قطر إن وفدها سيتوجه إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، على أمل أن تؤدي المحادثات إلى اتفاق على وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة.