عن الإنكار الذي يعيشه حاكم المصرف: “الليرة بخير”!

تحت عنوان رياض سلامة: الليرة بخير! كتب محمد وهبة في الأخبار:

تفاقم «داء» الإنكار وتعظيم الذات لدى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى مرحلة تفوق الوصف. ففي لقاءين عقدهما في اليوم نفسه مع هيئات أصحاب العمل ومجلس إدارة جمعية المصارف، كرّر حرفياً: «الليرة بخير، والودائع بخير، طولو بالكن شوي».
كلام ملهم جداً من الرجل الذي حفّز موجات التضخّم السريع والحاد لمدّة ثلاث سنوات متتالية من أجل إطفاء خسائر النظام المالي الذي أداره لمدّة 28 عاماً متواصلة يبدو أن مرض الإنكار بلغ مرحلة متقدّمة مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. فمنذ فترة وجيزة، التقى سلامة على حدة، بممثلي هيئات أصحاب العمل وممثلي جمعية أصحاب المصارف، في اليوم نفسه، وقال لهم بكثير من الجديّة كلاماً «عجيباً» ينطوي على الكثير من «تعظيم الذات» وإظهار عقد الطفولة. فقد تفاخر أمام الجميع بأنه الرجل الذي يحرّك وزير المال، وأنه لا يزال يتحكّم بكل المفاصل المتعلقة بدورة الحياة الاقتصادية مهما كان شكلها ونوعها.

بحسب مشاركين في اللقاءين، كان النقاش متمحوراً حول نتائج القرار القاضي بتعديل سعر الصرف إلى 15 ألف ليرة، وحول علاقة لبنان مع صندوق النقد الدولي ومدى الحاجة إليه، والحلول التي يقترحها لمعالجة توزيع الخسائر، وعن أسعار الليرة والدولار بشقيه؛ البدعة المسماة الدولار المحلي أو «لولار»، والدولار الحقيقي الذي يُطلق عليه اسم دولار السوق الحرّة. والجميع كان يريد الاستفسار عن قرار تعديل سعر الصرف إلى 15 ألف ليرة، وكان همّ أصحاب المصارف التركيز على مصير مؤسساتهم في ضوء ما سينتج من هذا القرار، بينما كان همّ الهيئات معرفة تداعيات القرار على ميزانيات مؤسساتهم وعلى القدرة الشرائية وحجم مبيعاتهم والضرائب التي ستترتب عليهم وأرباحهم.

وردّ سلامة على المستفسرين بالآتي: «صحيح أن قرار تعديل سعر الصرف إلى 15 ألف ليرة سيؤدي إلى إفلاس كل المصارف، إنما سأرى من يجب أن أساعده للخروج من حالة الإفلاس هذه». وبدأ يتفاخر أمامهم بأنه هو من أوعز إلى وزير المال يوسف الخليل بإصدار بيان يقضي بتعديل سعر الصرف إلى 15000 ليرة مقابل الدولار الواحد. بهذا المعنى، بدا سلامة هو من أعدّ البيان ودسّ فيه حيثيات لتبريره متّصلة بمواد في قانون النقد والتسليف (المادتان 75 و83) تتحدث عن خسائر وأرباح العمليات التي تنتج من تدخلات مصرف لبنان بشكل استثنائي لبيع العملات الأجنبية وشرائها من الجمهور وتغطيتها من المال العام على شكل سندات خزينة.
لقراءة المقال كاملًا: اضغط هنا