يقول بولتون إن ترامب “غير مؤهل” ليكون رئيسًا في مقدمة مذكراته الجديدة

بقلم أرشد محمد وستيف هولاند

واشنطن (رويترز) – انتقد مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون الرئيس السابق دونالد ترامب ووصفه بأنه رجل أناني تماما ويعاقب أعداءه الشخصيين ويسترضي خصومه روسيا والصين في طبعة جديدة من مذكراته التي صدرت يوم الثلاثاء.

واتهم بولتون، الذي خدم في البيت الأبيض في عهد ترامب عامي 2018 و2019، المرشح الجمهوري للرئاسة بأنه ليس لديه فلسفة سياسية أو رؤية سياسية متماسكة. وحذر بولتون من أنه في حالة إعادة انتخابه، قد يغادر ترامب حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويحد من الدعم لأوكرانيا على الرغم من الغزو الروسي عام 2022، ويشجع الصين على محاصرة تايوان والسعي إلى الانعزالية بشكل عام.

وكتب بولتون في المقدمة الجديدة لكتابه “الغرفة التي حدث فيها ذلك”، وهو روايته عن الأشهر الـ17 التي قضاها كمستشار للأمن القومي لترامب: “ترامب غير مؤهل لأن يكون رئيسًا”. “إذا كانت سنواته الأربع الأولى سيئة، فإن السنوات الأربع الثانية ستكون أسوأ.”

وبينما يصور ترامب نفسه على أنه بطل المستضعفين، عندما قال ذات مرة: “أنا انتقامكم لأولئك الذين تعرضوا للظلم والخيانة”، يقول بولتون إنه يحترم نفسه بشكل أساسي.

وكتب في مقدمة الطبعة الورقية من مذكراته التي رسمت صورة قاتمة لأمريكا خلال فترة ولاية ترامب الثانية: “ترامب لا يهتم حقًا إلا بالانتقام من نفسه، وسيستهلك ذلك الكثير من فترة ولايته الثانية”.

وقال جيسون ميلر، كبير مستشاري ترامب: “بالنسبة لشخص يدعي أنه يكن مثل هذا الازدراء الشديد للرئيس ترامب، فمن المؤكد أن “صفقة بولتون” وجدت طريقة لاستغلال العلاقة”.

وقال بولتون قبل أن يخدم ترامب إنه يعتقد خطأً أن أعباء المنصب ستؤدي إلى تأديب الرئيس. وفي هذه الحالة، وجد الرئيس السابق منشغلاً بالمصلحة الذاتية.

وكتب بولتون: “إنه يهتم بشكل شبه حصري بمصالحه الخاصة”، مشيراً إلى أن ترامب قد يرغب في أن يكون محاطاً “ببيت أبيض من الأقنان” لتنفيذ أوامره دون أدنى شك.

كما أنه يطرح قضية مفادها أن ترامب، الذي يحظى بالاحترام من خلال حق تعيين قضاة المحكمة العليا الذين أبطلوا حكم رو ضد وايد عام 1973 الذي اعترف بالحق الدستوري للمرأة في الإجهاض، قد لا يتبع سياسات محافظة إذا أعيد انتخابه.

وقال بولتون إن عدم قدرة ترامب على الترشح لولاية ثالثة بموجب الدستور الأمريكي يعني أن “القيود السياسية المحيطة به أصبحت أكثر مرونة، وسيتم التقليل من حاجز الحماية الحقيقي لرأي الناخبين”.

يحفظ بولتون بعضًا من أقسى كلماته فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، حيث كتب أن ترامب أرسل “فيروسًا انعزاليًا” يتجول في الحزب الجمهوري وأنه “لم يكن انحراف ترامب في أي ساحة أكثر تدميراً مما كان عليه في الأمن القومي”.

وقال أيضًا إن ترامب يمكن أن ينسحب من منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو احتمال من المرجح أن يرضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفًا أنه “يكاد يكون من المحتم أن تكون سياسة ترامب بشأن أوكرانيا في فترة ولايته الثانية لصالح موسكو”.

ويضيف بولتون أن تايوان وغيرها من الدول الواقعة على محيط الصين “تواجه خطرًا حقيقيًا في ولاية ترامب الثانية”، مما يشير إلى أن مخاطر قيام الصين في عهد الرئيس شي جين بينغ بخلق أزمة بشأن تايوان – ربما عن طريق حصار الجزيرة – سوف ترتفع.

وكتب: “إنها منافسة متقاربة بين بوتين وشي جين بينغ، من سيكون الأسعد برؤية ترامب يعود إلى منصبه”.

(تقرير بقلم ستيف هولاند في واشنطن وأرشد محمد في سانت بول بولاية مينيسوتا؛ كتابة أرشد محمد؛ تحرير مايكل بيري)